17/05/2025
رئيس جامعة طرابلس مشاركا في المؤتمر الدولي للأسرة في أنقرة : خرق سفينة المجتمع بفأس إعلام الإباحية والفوضى الجنسية ليس حرية بل جريمة قتل جماعي مشهودة ، وتهديد وجودي لمستقبل الأمم.
بدعوة من جامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية انعقد مؤتمر دولي عنوانه " الأسرة والإعلام : وجهات نظر عالمية في العصر الرقمي"، وذلك في اليوم العالمي للأسرة 15 مايو أيار من كل عام ، وفي العام الذي أعلنه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عاما للأسرة 2025
وقد شارك في المؤتمر رئيس جامعة طرابلس لبنان الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي الذي عرض بحثه بعنوان : معالم الأجندة الفكرية
لتشويه مفهوم " الأسرة في الإعلام المعاصر "
وقد استهلّ كلمته بتوجيه تحية قلبية في ذكرى النكبة إلى الأسرة الفلسطينية المتفانية في الدفاع عن مقدسات الأمة والتي باتت يتألف هيكلها في غزة من أم شهيدة وأب شهيد وطفلة شهيدة وجدّ شهيد وجدة شهيدة في زمن الإبادة الجماعية والتهجير القسري واستشهاد سيارات الإسعاف نفسها وسيارات الإطفاء والمساجد والمستشفيات والمدارس والجامعات وحتى المقابر التي يقصفها الاحتلال الاسرائيلي الغاشم بوحشية لا نظير لها لكن صاحب الحق لا يهزم بإذن الله .
ثم تناول خطورة الترويج الإعلامي للمخدرات الفكرية المعاصرة ، حيث
عرض لخطورة الرؤية الفكرية الهدامة التي تقوم بالترويج الإعلامي لفشل المؤسسة الزوجية ، والإصرار على نشر الفوضى الجنسية بكل أشكالها ابتداء بالزنا والخيانات الزوجية مرورا بالشذوذ الجنسي وصولا إلى ثنائية الجنس والتحول الجنسي.
ونبه إلى آثار هذا الترويج الإعلامي الخادع من تفكك أسري وانتشار الانتحار والمخدرات والاغتصاب وجرائم التحرش الجنسي وازدياد حالات ما يسمى بالعنف الأسري ، وصولا إلى انتشار جرائم القتل بما في ذلك الإجهاض .
كما لفت إلى سبل تحصين الجيل من التضليل الإعلامي الممول دوليا ، واقتراح انتاج الدراما الصديقة للأسرة ، والدراما المناصرة للأسرة، والدراما المناهضة لتشويه الأسرة، إضافة إلى البرامج الحوارية النافعة التي تعالج المشاكل الأسرية من منطلق المسؤولية المجتمعية والإصلاح الأسري لا من منطلق نشر الفضائح وترويج الفواحش وهدم الأسر ، وصولا إلى انتاج مسلسل عن الأسرة النبوية الشريفة لتكون مثالا يحتذى للأسر المعاصرة .
وختم ميقاتي بالدعوة إلى إجراء إصلاح تشريعي يتضمن العودة بالقوانين الأسرية في تركيا إلى رحاب أسس الشريعة الإسلامية الغرّاء بعيدا عن كل ما يفضي إلى التضييق المعاصر على مؤسسة الزواج ، وتحميل المطلق أعباء مالية بغير حق للمطلقة لحين زواجها مرة أخرى ، فلا يعود قادرا على الزواج من أخرى ، ولا ترغب المطلقة بالزواج الجديد لتبقى منعمة ودون أعباء جديدة بمكتسباتها المالية وهو ما يتيح المجال للطرفين بممارسة المعاصي والموبقات وضياع الأولاد ، مؤكدا على ضرورة تجريم التنفير من الزواج والترويج للفواحش على اختلاف أنواعها ، مذكرا بعودة الصين وروسيا والهند إلى القيم الأسرية التي تحمي نواة المجتمع وتحفظ استمراريته في الوقت الذي يراهن فيه الغرب على فتنة شعوبنا عن دينهم وتقليل عدد السكان من خلال محاربة مؤسسة الزواج في الإعلام العادي والرقمي ، وتمجيد الخيانات والشذوذ وإشاعة الجرائم والعبثية الجنسية .
وقد قام ميقاتي بإهداء وزيرة الأسرة التركية نسخة من إصدارات الجامعة وخاصة في المجال الأسري كما قام لاحقا بتوقيع اتفاقية تعاون مع جامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية.