التعليم الديني في لبنان
المواضيع المطروحة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الهادي الأمين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين:

إن المجلس العلمي في معهد طرابلس الجامعي للدراسات الإسلامية، انطلاقا من شعوره بمسؤوليته أمام الله تعالى في بناء الإنسان الأمثل عمل بالتعاون مع أهل الاختصاص في التربية والتعليم لإقامة " المؤتمر التربوي الإسلامي الرابع" من أجل بحث موضوع: " التعليم الديني في لبنان على ضوء الهيكلية الجديدة للتعليم" التي أقرها مجلس الوزراء بتاريخ 25/10/1995، والتي أهملت التعليم الديني في نظام الهيكلية الجديدة للتعليم وأغفلته واكتفت في الفقرة السادسة من مادة: " الحضارات" - في المرحلة الثانوية فقط - بذكر " العقائد الدينية".

وبعون الله تعالى ورعايته وتوفيقه، انعقد المؤتمر التربوي الإسلامي الرابع يوم الخميس بتاريخ 24 ربيع الأول 1417هـ - الموافق 8 آب 1996 في فندق سير بالاس في سير الضنية - بحضور ومشاركة الهيئات الكريمة التالية:

1- دار الفتوى.

2- المديرية العامة للأوقاف الإسلامية.

3- المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

4- وزارة التربية الوطنية والشباب والرياضة.

5- المركز التربوي للبحوث والإنماء.

6- جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت.

7- المعهد العالي للدراسات الإسلامية في بيروت.

8- معهد طرابلس الجامعي للدراسات الإسلامية.

9- كلية الدعوة الإسلامية في بيروت.

10-جمعية التعليم الديني في بيروت.

11- مركز الدراسات الاستراتيجية في بيروت.

12- جمعية الإنقاذ الإسلامية في طرابلس.

14- المكتب التربوي الإسلامي في الشمال.

15- جامعة الجنان في طرابلس.

وقد تناولت الأبحاث الأربعة عشر التي قدمها نخبة من السادة العلماء والعاملين في حقل التربية والتعليم أربعة محاور:

1- موقف الهيكلية الجديدة للتعليم من الدين وتدريسه في المدارس الرسمية.

2- واقع التعليم الديني في لبنان.

3- توحيد مناهج تدريس التربية الإسلامية.

4- إعداد المعلمين في هذا المجال.

وقد اشتمل المؤتمر على جلسة افتتاح أعقبها أربع جلسات :

جلسة الافتتاح: تحدث فيها:


1- رئيس المجلس العلمي: سماحة الشيخ الدكتور محمد رشيد الميقاتي.

2- مفتي الجمهورية اللبنانية: سماحة الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني - الذي أناب عنه سماحة الشيخ الدكتور مروان قباني المدير العام للأوقاف الإسلامية في لبنان.

3- وزير التربية الوطنية والشباب والرياضة: معالي الأستاذ روبير غانم - الذي أناب عنه الأستاذ الدكتور منير أبو عسلي - رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء.

4- رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى: سماحة الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين. الذي أناب عنه سماحة المفتي الجعفري الشيخ غالب عسيلي.

وقد أتت الأبحاث على الشكل التالي:

الجلسة الأولى :

الموضوع : التعليم الديني على ضوء الهيكلية الجديدة للتعليم .


1- الباحث الأول : الأستاذ محمد سماحة - رئيس جمعية التعليم الديني في لبنان.

2- الباحث الثاني : الدكتور محمد علي ضناوي - رئيس جمعية الإنقاذ الإسلامية في طرابلس.

( ملاحظات حول دستورية الهيكلية الجديدة للتعليم).

الجلسة الثانية: الموضوع : واقع التعليم الديني في لبنان .


1- الباحث: سماحة الشيخ الدكتور مروان قباني، المدير العام للأوقاف الإسلامية في لبنان.

2- الباحث: فضيلة الشيخ المحامي مصطفى ملص.

3- الباحث: فضيلة الشيخ أسامة حداد - أستاذ التربية الإسلامية في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت ( التعليم الديني في المدارس الثانوية).

4- الباحث: الأستاذ يوسف مروة - مسؤول لجنة التربية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان (مناهج التربية الإسلامية في لبنان).

5- الباحث: سماحة المفتي الجعفري الشيخ غالب عسيلي: (أوضاع الثانويات الشرعية).

الجلسة الثالثة: الموضوع : توحيد مناهج التربية الإسلامية .


1- الباحث: السيد حسن بدر الدين - مسؤول دائرة التربية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيروت.

2- الباحث: الدكتور رضوان السيد، مدير المعهد العالي للدراسات الإسلامية في بيروت ( مسألة كتاب التربية الدينية عند المسلمين في لبنان ).

الجلسة الرابعة: الموضوع : إعداد معلم التربية الإسلامية .


1- الباحث: السيد خضر الموسوي: عضو الهيئة الإدارية في جمعية التعليم الديني في بيروت.

( تجربة دار المعلمين التابع لجمعية التعليم الديني).

2- الباحث: الدكتور عبد الله السيد، أستاذ في المعهد العالي للدراسات الإسلامية ( إعداد معلم التربية

الإسلامية).

3- الباحث: الأستاذ ناصر الظنط - مدير المكتب التربوي الإسلامي في طرابلس

4- الباحث: الأستاذ حسن طرابلسي - مدير جمعية القرآن الكريم في الشمال

5- الباحث: فضيلة الشيخ عبد الناصر جبري - مدير كلية الدعوة الإسلامية في بيروت.

إن المؤتمر يرى أن الأديان في لبنان جزء أساسي من كيانه، وأبناؤه حريصون على عقائدهم الدينية حرصهم على صون وطنهم والذود عنه. ولن يكون لبنان بدون أبنائه، ولن يكون أبناؤه اللبنانيون دون ذلك الدافع الروحي والوازع الديني الذي تمدهم به أديانهم.

من هنا تأتي أهمية التعليم الديني في النظام التعليمي اللبناني لتنشئة أجيال مؤمنة بالله الواحد والعيش في الوطن الواحد وتكوين المجتمع اللبناني المتفاعل مع قضاياه المؤمن بدوره المميز في محيطه والعالم.

وإن الخلط بين المفاهيم الدينية والطائفية أدى إلى أن توهم البعض بأن الدين يعني الطائفية وأن الطائفية هي الدين.

لذلك يود المؤتمر أن يقرر هنا ومعه جميع الواعين بالمسألة الدينية أن التعصب الطائفي أمر مستقبح مذموم وأنه استغلال رخيص للدين وللشعور الديني. بل هو إساءة متعمدة للقيم السامية مارسها من لا دين له ولا وطنية، كما يُقرر أن ذلك الخلط بين المفهومين هو أمر خاطئ مستهجن مسيء إلى الدين والقيم.

إن اللبنانيين بعد الحرب الطويلة التي عصفت بلبنان يتطلعون إلى خطة نهوض تربوي تعالج إفرازات الحرب وتنقذ الأجيال من الكارثة وتحقق تطلعات التربويين في سبيل تطوير المناهج التربوية في لبنان التي تجاوزها الزمن، ومواكبة التطور العالمي.

وقد جاءت الهيكلية الجديدة للتعليم في لبنان الصادرة بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 22 تاريخ 25/10/95 مليئة بالتجديد العلمي ومشيرة إلى احترام الرسالات السماوية، خاصة وأنه ورد في مقدمة خطة النهوض التربوي التي بنيت عليها الهيكلية أنها تعمل على "تعزيز القيم الروحية والأخلاقية وتهدف إلى تكوين المواطن المتمثل تراثه الروحي النابع من الرسالات السماوية والمتمسك بالقيم والأخلاق الإنسانية".

ولكن الهيكلية الجديدة بدلا من أن تعمد إلى تحسين وضع التعليم الديني في لبنان وتعزيزه في خططها التربوية الجديدة ومعالجة سلبياته والاستجابة لنداءات المؤتمرات التربوية الإسلامية الثلاثة التي نظمها المجلس العلمي في معهد طرابلس الجامعي للدراسات الإسلامية خلال الأعوام الماضية ( 1991 - 1993 - 1995)، بإعداد خطة تربوية شاملة لمواجهة الغزو الثقافي الصهوني والأجنبي وأن يكون مبدأ الإيمان بالله تعالى من أهداف الخطة ومرتكزاتها الأساسية والاهتمام بالتربية الدينية التي هي غذاء العقل والقلب والروح، وإحياء التعليم الديني والعناية بإعداد معلمين في هذا المجال، فوجئنا باختلاف المضمون عن المقدمة فلم تلحظ الهيكلية الجديدة مكانا للتعليم الديني سوى تلك الإشارة العابرة والبعيدة للاطلاع على "العقائد الدينية" في مادة "الحضارات" وفي المرحلة الثانوية فقط، علما أن مادة التربية الدينية كانت تدرس في لبنان في عهد الانتداب الفرنسي وفي عهد الجمهورية الأولى والثانية.
 

توصيات المؤتمر:

بناء عليه فإن المؤتمر قد أصدر التوصيات التالية:

أ- فيما يتعلق بمجلس الوزراء: مطالبة مجلس الوزراء بتعديل نظام الهيكلية الجديدة للتعليم الصادر بموجب قراره رقم 22 بتاريخ 25/10/1995، وبإقرار ما يلي:

أولا: إلزامية التعليم الديني بمعدل حصتين أسبوعيا في جميع المدارس الرسمية والخاصة وذلك في مختلف المراحل ولجميع الصفوف.

ثانيا: اعتبار التعليم الديني مادة أساسية يتوقف عليها النجاح والرسوب، وتدخل ضمن بطاقة العلامات المدرسية في جميع المراحل وأقسام التعليم والشهادات الرسمية.

ثالثا: إلغاء تدريس " العقائد الدينية" من مادة: "الحضارات" المستحدثة.

رابعا: المطالبة بإشراف دار الفتوى والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على القسم الإسلامي من مادتي الحضارات والفلسفة، وتفعيل الإشراف والتفتيش التربوي على مادة التربية الدينية.

خامسا: المطالبة بإقرار بكالوريا دينية كسائر فروع البكالوريا، بالتعاون والتنسيق مع المرجعيات الدينية.

سادسا: استحداث دُور لمعلمي التربية الدينية الإسلامية والمسيحية بالتعاون مع المراجع الدينية المختصة والإفادة من تجارب المؤسسات الجامعية في هذا الخصوص.



ب- فيما يتعلق بوزارة التربية:

1- اعتبار الإجازات الجامعية التي تمنحها كليات الشريعة الإسلامية في لبنان إجازات تعليمية وتحديد الراتب على أساس ذلك.

2- مطالبة وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم المهني والتقني والمركز التربوي للبحوث والإنماء بأن يعهدوا لدار الفتوى والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى واتحاد المؤسسات التربوية الإسلامية في لبنان بإعداد كتاب إسلامي لمادة التربية الدينية موحد في إطار جدول زمني يراعي سرعة التنفيذ.

3- المطالبة بشمولية المنهاج لجوانب الدين كافة مع التركيز على النواحي التي تصون كيان الأسرة والمجتمع والوطن.

4- يشدد المؤتمرون على وجوب الالتزام بتعطيل الدراسة في المدارس الرسمية يوم الجمعة والوقوف في وجه المخالفات الحاصلة من قبل بعض الإدارات في هذا المجال.

5- إلغاء كل ما يتنافى مع الأخلاق والآداب العامة من نشاطات أدرجت في مادة الفنون والنشاطات المتنوعة في كافة المراحل التعليمية.

وأخيرا . . فإن المؤتمر يوجه شكره الجزيل لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية ولسماحة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولمعالي وزير التربية الوطنية ولرئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء ولجميع الشخصيات والهيئات التربوية المشاركة، ويرى في التعاون البناء بين الجميع تعبيرا إيجابيا وحضاريا.. ويأمل من المسؤولين الكرام التجاوب السريع مع المطالب المحقة.

 


مُنحت جميعة الإصلاح الإسلامية صفة المنفعة العامة.
أسست عام 1397هـ -1977م
مُرخصة رسمياً من وزارة الداخلية اللبنانية
بموجب العلم..